من أنا

صورتي
tulkarem, Palestine
مجرد فتاة .. احاول ان اكون انا !! فإمّا أن تصغر الأرض وإمّا أن أكبر أنا .. وإلا فإنني هالك !!

بحث هذه المدونة الإلكترونية

27‏/12‏/2009

يدان في جسد واحدة؟؟

يبحث القلب دوماً عن شبيه .. ليسكن إليه ؟ فإن لم يجد .. ظل القلب وحيداً والروح تائهة بين الحضور ..


تترقب القادم من بعيد ، حتى يحضر فتقترن به وتتفق معه على تفاصيل الحياة ؟؟

وهذا أمر طبيعي ..ولكن من غير الطبيعي ..أن المتشابهين عندما يلتقون .. يفترقون ، لأسباب مختلفة ؟



ويظل السؤال المهم .. لماذا نفترق ونحن متشابهين ؟؟؟؟؟

والحقيقة أننا لم نفترق .... ولكننا مختلفون بالقدر الذي نحن فيه متشابهون ؟؟ كيف يكون ذلك ؟



في الحقيقة لا يوجد اثنين من البشر متشابهين إلا درجة تتطابق معها كل آرائهم وتصرفاتهم في الحياة .. وحتى آرائهم في بعضهم البعض ؟؟ فاليدين في جسد واحد تختلفان في طريقة لمس وحمل وتحريك الأشياء .. وهكذا هم البشر ..؟ ولكنهم متفقون في الرؤى والأحلام والأهداف المشتركة في الحياة .. فهم متفقون مثلاُ على التعامل مع ( أشخاص ) معينين بنفس الطريقة ، ومتفقون على ( أهداف ) معينة يرون ضرورة تحقيقها بل ويجدون في تلك الأهداف تأكيداً لذواتهم وصورتهم المثالية أمام المجتمع ، حتى أصبحت تلك الأهداف والسلوكيات أمام الآخرين هي الصورة الحقيقية عن هذه الأسرة أو تلك العائلة .





وكذلك الاختلاف بين الاثنين يصبح ملحوظاً ويعبر عن صورة تلك الأسرة أمام الآخرين .. ولذلك فإن الآخرين قد يشعرون بهذه الأسرة وما يحصل فيها ، بل وقد يعلمون بعض التفاصيل ، بحكم خبرتهم في الحياة ؟؟

لذا فإن الشبه بين شخصين شيء مطلوب ومميز ، وهو الشيء الذي يجب أن يحكم التعاون والتعامل بينهما .. كما إنه يجب عليهما الحفاظ على هذا التشابه أو التوافق قدر الإمكان ، وذلك حتى يستمر الاتفاق على شكل العلاقة وأسلوبها وطبيعة التعامل .. والحرص على الأهداف التي يجب تحقيقها لهذه الأسرة أو تلك دون التنازل عنها بمجرد ظروف طارئة يمكن طرحها وتناولها في جلسات الصفا العائلي دون شك أو ريبة ، أو عدم ثقة قد تنشأ بين الشبيهين .



وتظل القضية النفسية الأهم بين الشبيهين وهي الإحساس بالتقدير والحاجة النفسية للاحترام وتكريم الآخر واحتواء مشاعره عند الحاجة ؟؟؟

وهذه قضية شائكة وطويلة يمكن تبسيطها ، وتناولها بسهولة إذا عدنا إلى التشابه الذي كان السر الكبير الذي يقف خلف اختيار كل شخص للآخر والاقتران به مدى الحياة وتشكيل الأهداف المشتركة

والسعي إلى تحقيقها .أقول إن هذا التشابه يجب أن يتم من خلاله الاتفاق على كل القواعد الأساسية في العلاقة بين المتشابهين واحترامها وعدم المساس بها مهما كانت الأسباب ،ومن هذه القواعد أو الثوابت :

1.التأكيد على الحب والاحترام والتقدير .

2.الاتفاق على نوعية العلاقات بين المتشابهين بعضهما البعض وبين الآخرين .

3.تذكر الآخر دائماً وعدم إغفال وجوده عند اتخاذ أي قرار منفرداً عنه والتعامل مع أي أمر من الأمور وكأنه موجود ، فلا يتخذ إجراءً يتعارض مع إرادة الآخر أو مع الثوابت المتفق عليها بينهما .

4.عدم تناول قضايا المشاعر كالحب والاحترام وتقدير الآخر بشيء من التجريح أو استخدامها في النقاش والتلاعب بها كوسيلة ضغط على الآخر ، لأن استخدامها بهذا الشكل يضعفها ويشكك في وجودها ، وبالتالي تنتفي تأثيراتها مع الأيام وتصبح مجالاً للنقاش والجدل والشك ، في حين أنها كانت في يوم من الأيام من الثوابت التي اتفق عليها الشبيهان ، وتعاهدا على عدم الإخلال بها .

5.تذكر أن هذا التشابه والشراكة قد دخل فيها عناصر بشرية أخرى ستأخذ جزءً من الاهتمام التقدير والحب الذي لا يشبه تلك المشاعر التي تكون بين المتشابهين أبداً ولا يمكن المقارنة بينهما .

والقائمة تطول حول هذا الأمر ... ، وكل منا يستطيع من وجهة نظره إضافة المزيد من الأشياء الجميلة والثوابت الراقية التي يرى عدم المساس بها بأي حال من الأحوال .



بقي القول بأن الاختلافات البشرية أمر حتمي بين كل المتشابهين في كل العالم . وهي اختلافات بين المتشابهين لا يمكن إنكارها أو رفضها بل التعامل معها كما هي بل وتوظيفها لصالح العلاقة حتى تكون غنية أكثر ومتنوعة أكثر ... دون أن تختلف إلى درجة الفراق أو تتشابه إلى درجة التطابق ........ ولكنها يجب أن تتشابه إلى درجة الاتفاق والتوحد والاحتواء دون إلغاء الآخر .



وبقي القول أن استخدام مصطلح ( المتشابهين ) لم يكن صدفة بل كان مقصوداً حتى لا ينحصر أمر الحديث والنقاش في قضايا الزوجين مثلاً ...، بل و يمكن توسيع دائرة النقاش لتشمل جميع المتشابهين ، كالأصدقاء والصديقات والشركاء في التجارة وهكذا .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق